المنتدى الاقتصادي العالمي

بعد ثلاثة أيام من الاتصالات المتواصلة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ذكرت مجلة (فورتشن ماجازين) إن هناك عدة أمور مشتركة برزت في أجواء المؤتمر يمكن تلخيصها في أربع نقاط رئيسية، هي أن الأسواق العالمية لا تتوقع ركودا اقتصاديا، والاتحاد الأوروبي في خطر، وأن التحول الرقمي يتعلق بالناس بقدر ما يتعلق بالتكنولوجيا، وأن عملية التحول تجارة كبيرة.

الأسواق العالمية لا تتوقع ركودًا اقتصاديًا. ليس هناك ما ينبئ بالقلق أو الاضطراب بين جميع المديرين العامين التنفيذيين وكبار رجال الأعمال تقريبا الموجودين في دافوس.. معظم هؤلاء يعتقدون أن الاقتصاد العالمي سوف يتباطأ على الأرجح خلال عام 2016، خاصة في الصين، لكنهم لا يتوقعون حدوث ردود اقتصادي عالمي شامل، وهم بالتأكيد لا يرون أي شيء يشبه الظروف الاقتصادية التي حدثت قبل وخلال الركود الاقتصادي العالمي الكبير الذي حدث في عام 2008.

الاتحاد الأوربي في خطر، لكن هذا الخطر ليس لأسباب اقتصادية، لكنه يعود للقلق بشأن أمور تتعلق بالهجرة والأمن بشكل أساسي. معظم المراقبين يتوقعون أن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي هو 50-50، وإذا خرجت بريطانيا فإن هناك دولًا أخرى قد تحذو حذوها. كما يرى كثير من المراقبين أن المستقبل السياسي للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي كانت قد حصلت على لقب "شخصية العام" من مجلة (تايم ماجازين) في 2015، سيكون معرضًا للخطر في 2016 بسبب سياستها بخصوص اللاجئين بشكل أساسي.

عملية التحول تجارة كبيرة. المحلات السويسرية التي تملأ الشارع الرئيسي في دافوس عادة اختفت بشكل مؤقت لتفسح المجال لصالات التواصل الاجتماعي التي توفر مقاعد مريحة، شبكات واي فاي مجاني، قهوة من النوع الجيد، ولافتات عملاقة تحمل أسماء الشركات التي تريد أن تدعم "الثورة الصناعية الرابعة".

محلات بيع الأحذية الخاصة بالثلج ومخازن بيع الشوكولاتة لم يعد من السهل العثور عليها في دافوس خلال الفترة التي يعقد فيها المؤتمر.

التحول الرقمي يتعلق بالناس بقدر ما يتعلق بالتكنولوجيا. تبين خلال مناقشات واسعة على مستوى المديرين العامين التنفيذيين بخصوص التغيير الرقمي للصناعات أن التحديات البشرية تفوق التحديات التكنولوجية في هذا المجال.

تكافح الشركات لخلق ثقافات تتبنى التغيير التكنولوجي السريع، فيما تكافح الحكومات تجاوبًا مع الناس بشكل يجعل التركيز على الأرجح على المخاطر المستقبلية أكثر منه على الفوائد المستقبلية للتغيير الرقمي.